يرتبط اسمرار البشرة بفرط التصبغ hyperpigmentation أي إنتاج كميات كبيرة من صبغة الميلانين مما يجعل لون الجلد يبدو أغمق مما هو عليه، فالمناطق السمراء أو الداكنة على الجلد هي من الأعراض الرئيسية لفرط التصبغ، فقد يحدث اسمرار البشرة في الجلد إما على بقع صغيرة من الجلد، او على مساحات كبيرة او على الجسم بأكمله.
كيف يحصل الجلد على لونه؟
يحتوي الجلد على خلايا صبغية بشكل طبيعي، تنتج هذه الخلايا مادة الميلانين التي تعطي الجلد لونه، وبناء على كمية الميلانين في البشرة يتم توزيع اللون، لذلك قد يكون هناك أجزاء من البشرة مختلفة.
قاتمة أو سمراء بسبب فرط التصبغ، حيث تكون الخلايا الصبغية نشطة وتفرز الكثير من الميلانين.
شاحبة بسبب نقص التصبغ، حيث تكون الخلايا الصبغية غير نشطة وتفرز كمية قليلة جدًا من الميلانين.
قد يلاحظ البعض وجود بعض المناطق في الجلد تختلف عن لون البشرة الطبيعي، فقد تكون هذه المناطق أفتح أو أغمق أو ذات لون مختلف، كاللون الأحمر أو الرمادي أو الأزرق، وهذا قد يثير المخاوف لدى البعض، لذلك من المهم معرفة أسباب تغير لون البشرة واسمرارها وما إذا كان هناك ارتباط بينها وبين بعض المؤشرات المرضية.
أسباب اسمرار البشرة
بالرغم من أن فرط تصبغ البشرة واسمرارها حالة غير ضارة، إلا أنه قد يكون مدعاة للقلق، حيث من الممكن أن يكون عرض من أعراض بعض الحالات المرضية أو مؤشر لحدوث مرض ما أو نقص في عنصر غذائي من الجسم، وفيما يلي نوضح بعض أسباب اسمرار البشرة وهي كالاتي:
1. الوراثة
قد يكون احد واهم الاسباب في اسمرار البشرة وزيادة تصبغات الجلد هو العامل الوراثي، وذلك في حال وجود تاريخ مرضي عند احد الوالدين وتوريث هذه الجينات الى الابناء.
2. الكلف
ينجم الكلف نتيجة لحدوث بعض التغيرات الهرمونية، والذي قد يتطور بشكل كبير خلال فترة الحمل ليعرف فيما بعد بقناع الحمل، حيث يسبب الكلف اسمرار في البشرة بالعديد من المناطق بالجسم، لكنها ترتكز بشكل أساسي على البطن والوجه، وبالرغم من أن الكلف أكثر شيوعا عند النساء الحوامل إلا أنه قد يحدث لدى الرجال أيضا.
3. البقع الشمسية
هي بقع سمراء تظهر على البشرة نتيجة للتعرض المفرط والطويل لأشعة الشمس الفوق بنفسجية، والتي تضرب البشرة وتزيد من إنتاج صبغة الميلانين كرد فعل ووسيلة لحماية البشرة من التلف، وعادة ما تظهر هذه البقع على المناطق الأكثر عرضة لأشعة الشمس مثل الوجه واليدين، ووفقًا للجمعية الأمريكية للجراحة الجلدية تبين أن البقع الشمسية بقع غير سرطانية إلا أن الجلد المعرض لأشعة الشمس قد يزيد من احتمالية ان يصاب ببعض العيوب السرطانية.
4. الالتهابات
قد تزيد فرصة حدوث الالتهابات في البشرة تبعا لعدة أسباب ينجم عنها زيادة فرط التصبغ وإفراز صبغة الميلانين وبالتالي اسمرار البشرة، ومن هذه الأسباب الآتي:
- بعض الإصابات مثل الجروح والخدوش او الحروق السطحية.
- الأمراض الجلدية مثل حب الشباب او الاكزيما.
- الحكة والفرك القوي للبشرة.
5. بعض أمراض الغدد الصماء
تتسبب بعض امراض الغدد الصماء كمرض أديسون بالاسمرار، حيث يكون اسمرار البشرة أكثر وضوحًا في المناطق المعرضة للاحتكاك؛ مثل المرفقين والركبتين ومناطق التعرض لأشعة الشمس؛ مثل الوجه والرقبة واليدين.
6. الادوية
استخدام أدوية منع الحمل وتناول بعض الأدوية، مثل أدوية العلاج الكيميائي، قد تسبب فرط التصبغ واسمرار البشرة كأثر جانبي ينجم عن استخدامه.
علاوة على ذلك، هناك العديد من العوامل التي قد تعمل على زيادة فرط التصبغ واسمرار البشرة منها:
- نوع ولون البشرة، فالبشرة الداكنة أكثر عرضة للتصبغات.
- الحمل نتيجة تغير مستويات الهرمونات التي قد تؤثر على إنتاج الميلانين عند بعض النساء.
كيف يمكن علاج اسمرار البشرة؟
بعد مراجعة الطبيب المختص وتشخيصه للحالة، وبناءا على بعض الفحوصات المخبرية والتاريخ الطبي والوراثي للمريض يحدد الطبيب خطة للعلاج بالإضافة لبعض النصائح والممارسات التي قد يوصي بها بما في ذلك:
1. استخدام بعض الأدوية الموضعية لعلاج بعض حالات فرط التصبغ واسمرار البشرة.
- الأدوية التي تحتوي على مادة الهيدروكينون والتي تعمل على تفتيح البشرة،وذلك لفترة معينة يحددها الطبيب، حيث أن الاستخدام المطول للهيدروكينون بدون أي فواصل في الاستخدام قد يتسبب في زيادة اسمرار الجلد، لذلك من الضروري استخدام الهيدروكينون تحت إشراف الطبيب المختص، وذلك للحد من أي آثار ضارة قد تحدث عند إساءة الاستخدام.
- استخدام الرتينويدات الموضعية التي لها دور في تفتيح البقع الداكنة والسمراء على الجلد.
2. المتابعة والرعاية المنزلية.
-
- استخدام واقي الشمس بشكل يومي وتطبيقه كل ساعتين عند الخروج من المنزل أو عند التعرق والسباحة، وذلك لحمايتها من الاسمرار.
- التقليل من التعرض لأشعة الشمس، من خلال ارتداء القبعات أو الملابس التي تحجب ضوء الشمس.
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس من الساعة 10 صباحًا إلى 4 مساءً حيث تكون أشعة الشمس قوية وعمودية على السطح.
3. اللجوء للعلاج بالليزر.
التوجه للعلاج بالليزر أو التقشير الكيميائي للحد من اسمرار البشرة، وذلك بناءا على سبب فرط التصبغ ويعتمد على استشارة الطبيب المختص.
متى أراجع الطبيب؟
بالرغم من أن اسمرار البشرة ليس مدعاة للقلق، لكن يفضل عند ظهور بعض العلامات كتلون الجلد سواء كان الجلد أفتح أو أغمق من لون البشرة أو عند ظهور بعض الآفات والحبوب وتغير شكلها أو حجمها أو لونها، بشكل مستمر ومن دون أي مبرر، مراجعة الطبيب للاطمئنان وللبقاء على الجانب الآمن، وذلك لاستبعاد خطر الإصابة ببعض الأمراض الجلدية المختلفة.
المصدر : هيلث لاين, Everydayhealth, Medlineplus